تدخل
القدر وانقذ الحظ فريق الاهلى من خسارة مؤكدة بسبب الاخطاء الفنية التى
ارتكبها جوزية فى التشكيل ومراكز اللاعبين عندما حول خسارته بهدفين الى التعادل مع سموحة 2/2 فى الدقيقة الاخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع
فى اللقاء الذى جمع بينهما أمس باستاد القاهرة فى الأسبوع الـ 28 لمسابقة الدورى . تقدم فريق سموحة بهدفين..
الأول لجدوين فى الدقيقة 13، والذى نجح فى إحراز الهدف الثانى لفريقه فى
الدقيقة 29 من ركلة جزاء.. فى حين سجل أسامة حسنى هدف الأهلى الأول فى
الدقيقة 35 قبل أن يضيف زميله أحمد السيد الهدف الثانى فى الوقت المحتسب
بدل الضائع!
المباراة كانت درسا عمليا فى ضرورة احترام الخصم
وعدم الاستهانة به، وكان يمكن أن تنتهى بفوز فريق سموحة الذى أدى مباراة
طيبة للغاية.. أما عن نجم اللقاء من وجهة نظرنا فقد كان الحكم الدولى سمير
محمود عثمان الذى أدار المباراة بحنكة وخبرة جعلته ينال ثقة لاعبى
الفريقين والجماهير.
أوحت البداية بأن سموحة لا يريد أن يجازف بالهجوم وهو ما أعطى الفرصة
المبكرة لفريق الأهلى بأن يفرض كلمته على المباراة ويتحكم فى منطقة وسط
الملعب وفى الإيقاع العام للقاء.. ولعل هذا التقهقر من جانب لاعبى سموحة
هو ما أتاح أكثر من فرصة للتهديف من جانب لاعبى الأهلي.. أولها للمهاجم
الأفريقى «دومينيك» فى الدقيقة العاشرة والتى أعقبها مباشرة الإنفراد
الصريح لعماد متعب فى الدقيقة 11، وذلك كنتيجة طبيعية لاحتلال الأهلاوى
لمنطقة وسط الملعب.
وبعد مرور نحو عشرين دقيقة.. زالت الرهبة من المباراة لدى لاعبى سموحة،
وبدأوا يتبادلون الهجمات.. ويسدد سيد معوض بقوة ينقذها مصطفى جابر حارس
سموحة , وفى الدقيقة 32 يخترق حسن الشامى الدفاع الأحمر بكل بساطة ويسدد
بجوار القائم مباشرة.. ومغزى هذا الاختراق أن فوز سموحة على الأهلى ليس
مستحيلا ويمكن تحقيقه، وهو ماتسرب إلى نفوس لاعبى سموحة بالفعل وانعكس هذا
على آدائهم طوال الدقائق المتبقية على نهاية الشوط الأول الذى يمكن أن
يقال عنه ان فريق النادى الأهلى قد أداه بأقل جهد ممكن.
ومع بدايات النصف الآخر من اللقاء.. دفع مانويل جوزيه بالثنائى محمد بركات
وأمير سعيود، وأجرى من أجلهما تغييرات داخلية متعددة فى الصفوف، وبات
واضحا أن جوزيه غير راض عن أداء لاعبيه، وأنه يريد زيادة القدرة الهجومية،
والرغبة فى زيادة سرعة الايقاع الأهلاوى الأحمر.ومن هجمة مرتدة ينجح
«جدوين» فى إحراز هدف لسموحة برأسه فى الدقيقة 13، وهو مايؤدى الى تأزم
الموقف الأهلاوى تماما.. مما دفع بجوزيه فى إجراء التغيير الهجومى الثالث
بإشراك أسامة حسنى بديلا لدومينيك.
ويضغط فريق النادى الأهلى بكل خطوطه وتلوح بالفعل أكثر من فرصة، ولكن تألق الحارس مصطفى كامل يقف حائلا دون اهتزاز شباكه.
وبمرور الوقت، تتوتر أعصاب لاعبى الأهلى رغم التشجيع الحماسى للجماهير فى
المدرجات، فتطيش التمريرات ويقل التركيز، بينما يزداد لاعبو سموحة امتلاء
بالثقة بالنفس.
ومع تكثيف الضغط الأحمر كانت هجمات سموحة تتسم بالسرعة والخطورة، ويحتسب الحكم الدولى سمير محمود عثمان ركلة جزاء فى الدقيقة 92.
وتعود المباراة من جديد فى الدقيقة 34عندما احترم الأهلى خصمه.. وانطلق
بركات من الناحية اليمنى وأرسلها عرضية قابلها أسامة حسنى بثقة محرزا هدفا
جميلا لفريقه.
وتبلغ الإثارة قمتها فى الدقائق العشر الأخيرة.. فقد انكمش فريق سموحة
بأكمله أمام مرماه مما أعطى الفرصة لفريق الأهلى كى يحاصر خصمه ويهاجمه
بضراوة.. وتمر الدقائق المتبقية حرجة على الفريقين، فقد شعر لاعبو الأهلى
بانها تمضى كالريح فى حين شعر بها لاعبو سموحة وكأنها تمضى كالدهر. وقبل
النهاية بدقيقة واحدة يشارك لاعب الوسط أحمد حمودى بديلا للمهاجم «جدوين»،
ويحتسب سمير عثمان 7 دقائق وقتا محتسبا بدل الضائع، وهو ما أجبر لاعبى
سموحة على الارتداد الهجومى مرة أخرى لخشيتهم من الضغط الأهلاوى الذى قد
يسفر عن احتكاك يؤدى الى ركلة جزاء تضيع ما تبقى لديه من أحلام فى البقاء
بدورى الأضواء.
وبينما الجميع يتأهب لتقبل النتيجة على هذا النحو.. إذا بأحمد السيد قلب
الدفاع الأهلاوى يتقدم ويشارك ويسدد داخل الشباك لكى يرسخ مبدأ أن البطل
لا يستسلم ولا ييأس، حيث ينتهى اللقاء بالتعادل الايجابى 2/2.