في سباق إسرائيلي مع الزمن
لإصلاح ما أفسده اعتداؤها المشين علي أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة,
أكد الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ضرورة عمل بلاده علي تحسين علاقاتها مع
تركيا.
في الوقت الذي تجتمع فيه فرق تفاوضية من الجانبين الإسرائيلي والتركي
حاليا للتوصل إلي اتفاق لإنهاء الخلاف بين الجانبين, قبيل الإعلان اليوم
عن نتائج تقرير بالمر الخاص بالتحقيقات التي تجريها لجنة تابعة للامم
المتحدة في الاعتداء الإسرائيلي علي أسطول الحرية العام الماضي.
وشدد بيريز ـ في تصريحات خاصة لصحيفة ها آرتس الاسرائيلية ـ علي ضرورة
قيام إسرائيل وتركيا بحل نزاعهما القائم بسبب الهجوم الإسرائيلي علي سفن
أسطول الحرية العام الماضي والذي أسفر عن مقتل تسعة نشطاء أتراك. ودعا إلي
بذل المزيد من الجهد من أجل تحقيق المصالحة مع تركيا, مشددا علي أهمية
تطبيع العلاقات معها في الوقت الحالي.
يأتي هذا في الوقت الذي سابق فيه مفاوضون إسرائيليون وأتراك في نيويورك
الزمن لتسوية أزمة اعتداء القوات الإسرائيلية علي أسطول الحرية قبيل صدور
تقرير الأمم المتحدة حول الاعتداء. وقد انضم موشيه يعالون وزير الشئون
الاستراتيجية إلي جوزيف سينشانوفر ممثل إسرائيل في لجنة بالمر لإجراء
محادثات في نيويورك مع أوزدين سانبرك ممثل تركيا في لجنة بالمر وفيريدون
سينيرليوغلو مساعد مزير الخارجية التركي, لمحاولة التوصل إلي تسوية, وسط
مخاوف من أن صدور تقرير بالمر سيزيد من صعوبة تسوية القضية سواء بالنسبة
لتركيا أو إسرائيل.
وتزامن ذلك مع وصول رئيس الوزراء الإسرائيلي إلي رومانيا فيما رجح البعض أنها محاولة لإيجاد وساطة لحل الأزمة بين الجانبين.
ومن جانبه, نفي فرانحبىريتشاردوني السفير الأمريكي في أنقرة أي محاولة من
بلاده لممارسة أية ضغوط علي تركيا أو إسرائيل لإعادة العلاقات بينهما إلي
طبيعتها, بعد أن تأثرت بشدة جراء الهجوم علي قافلة أسطول الحرية. وأوضح
ريتشاردوني إننا لا نمارس أي نوع من الضغوط علي الجانبين, لكننا نشجعهما
بوصفهما صديقين, ونعتقد أنهما سيعملان معا مرة أخري, ليس فقط من أجل تسوية
خلافاتهما, وإنما من أجل تحقيق استقرار وأمن المنطقة.
وأعرب السفير الأمريكي عن اعتقاده بأن تركيا وإسرائيل تدركان تماما مصالحهما الوطنية, وأن أمن واستقرار المنطقة علي المحك الآن.
وحول زيارة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية لتركيا خلال الشهر
الحالي, قال ريتشاردوني إن الخطط الخاصة بهذه الزيارة لم تتضح بعد, لكن
كلينتون ستشارك علي أية حال في اجتماع مجموعة الاتصال الدولية حول ليبيا
في اسطنبول والمقرر عقدها في15 يوليو الحالي.
وعلي صعيد آخر, كشفت صحيفة يديعوت احرونوت الإسرائيلية أمس عن تهريب وزير
الدفاع الإسرائيلي السابق عمير بيريتس عضو الكنيست عن حزب العمل من لندن
بعد أن تم إصدار أمر باعتقاله بتهمة ارتكاب جرائم حرب خلال الحرب علي
لبنان عام.2006 وكان بيريتس قد وصل إلي لندن لإلقاء محاضرة علي الرغم من
تحذيره من قبل الأجهزة الأمنية والقضائية الإسرائيلية بأنه قد يتم اعتقاله
من قبل الشرطة البريطانية بتهمة ارتكاب جرائم حرب, إلا أنه رفض الانصياع
لنصيحة الأجهزة الأمنية وسافر إلي لندن.
وأوضحت الصحيفة أن بيريتس اضطر إلي إلغاء محاضرته بعد أن تبين أنه تم
إصدار أمر قضائي باعتقاله, مشيرة إلي أن أجهزة الأمن الإسرائيلي تمكنت من
تهريبه إلي المطار وترحيله قبل تنفيذ أمر الاعتقال.
وأشارت إلي أن قرار اعتقال بيريتس استصدرته ضده منظمات حقوقية وجمعيات
مؤيدة للفلسطينيين في لندن بتهمة ارتكاب جرائم حرب خلال توليه منصب وزير
الدفاع أثناء حرب لبنان الثانية, إضافة إلي عمليات القصف التي طالت مدنيين
فلسطينيين في قطاع غزة.