عبر البحار والمحيطات .. عبر الكواكب ..
وتسبيح الكروان الساهر ..
جاءني صوته .. يعزف شوقاً في جمرات لهفتي ..
( وحشتيني ) ...
اجتاحتني حروفه البريّه ..
وحملتني على بساط من أجنحة البلابل ..
اطوي مسافات العواصف والرياح ..
بمحركات عشقي المجنون ..
واندفاع نهمي المدفون ..
حطت رحلتي على مدرج انتظاره ..
فوجدتني اشتاق اكثر إليه ..
اقتربت منه ..
ويمين وعد بيننا ..
أن لا فراق بعد اليوم ...
سأظل أذكر تلك الأشياء التي لم نبصرها ..
والطرقات التي لم نسلكها ..
والأبواب التي لم ندخلها ..
والشرفات التي لم نفتحها ..
والحدائق التي لم نزرعها ..
والألحان التي لم نسمعها ..
والأشواق التي لم نروها ..
وقلبي الذي ضاع مني عندما أخذته معك ..
إلى السماء .. إلى البقاء ..
جفت ينابيع الدموع ..
وفقدت البكاء عليك ..
يا أغلى من عمري ....
قلبي ينهرني .. ويصرخ في مشاعري
لا تبتعدي ..
وعقلي يشدني .. عالياً وقاره الثقيل ..
اذهبي بعيداً عن أرضه .. عن عالمه ..
عن مجرته .. إذا استطعت ..
تطايرت أشلائي .. في اتجاهات معاكسة ..
تنتزعك مني .. وتنتزعني من نفسي ..
ولا يزال البحث جارياً ..
عن أشلاء ضائعة .. وأحاحبىممزقه ..
وجدوهم جميعاً .. أعادوا ترميمهم ..
وإصلاح ما أفسده الحب ..
إلا قلبي الشارد .. لم يتم العثور عليه ..
بعد أن هاجر عائداً ..
إلي أعماقك ...!
كنت أسخر من الذين يتزوجون ..
أحضر أفراحهم .. مواسيه ..
فلم أتخيل أن هناك مخلوقاً
يستحق أن أسكب حياتي بين صباحاته ..
وأن أهدرها طاعة وسمعا .. عند مساءاته ..
في عقد أبدي .. يدمر حريتي ..
وعندما التقينا .. خطفتك بشراهة نساء العالم ..
وبحثت عن شيء أهديه إليك ..
أغلى من حريتي .. وأثمن من استقلاليتي ..
وأكبر من عمري ..
أطرحه فداء لأيامك ..
وأتحسر على لحظات لم أعشها معك ..
فمتى تهديني شهادة ميلادي ؟!