- الصيام عبادة وليس عادة:
قال النبي : « من صام
رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه » [متفق عليه]، ومعنى قوله: {
إيماناً } أي: إيماناً بالله وبما أعده من الثواب للصائمين. ومعنى قوله: {
احتساباً } أي: طلباً لثواب الله، لم يحمله على ذلك رياء ولا سمعة، ولا طلب
مال ولا جاه.
2 - رمضان نعمة يجب شكرها:
تأمل - أخي الشاب - في الذين أدركهم الموتُ قبل دانا شمامشهر رمضان، فقد
انقطعت أعمالهم وطُويت صحائفهم، فلا يستطيعون اكتساب حسنة واحدة، ولا فعل
معروف وإن كان يسيراً.
أما أنت - أخي الشاب - فقد مد الله في عمرك حتى أدركت هذا الشهر العظيم،
وهيَّأك لاكتساب هذا الثواب وتلك الأجور. وهذا - والله - نعمة كبرى ينبغي
شكرها، والثناء على الله تعالى بإسدائها.
3 - النوم والسهر:
أخي الحبيب، إذا قضيت نهار رمضان في النوم، وليله في السهر واللعب، حُرمت
أجر الصيام والقيام، وخرجت من الشهر صفر اليدين، فهي - والله - أيام
معدودة، وليال مشهودة، ما تُهل علينا إلا وقد آذنت بانصرام، فاجتهد فيها -
رحمك الله - بالطاعة والعبادة تفز باللذة والنعيم غداً. وإياك أن يدركك
الشهر وأنت في غفلة، فقد قال النبي : « رغم أنف رجل دخل عليه رمضان، ثم
انسلخ قبل أن يغفر له » [رواه الترمذي والحاكم وصححه الألباني].
4 - تلاوة القرآن:
رمضان شهر القرآن، وقد كان السلف إذا دخل رمضان يجتهدون في قراءة القرآن
ويقدمونها على كل عبادة، حتى رُوي عن بعضهم أنه كان يختم القرآن كل ليلة،
فاجتهد رحمك الله في تلاوة القرآن في هذا الشهر، واقرأ بترسُّل وترتيل
وتدبر وخشوع، والتزم بأحكام التلاوة ما استطعت.
5 - قيام الليل:
قيام الليل سنة مؤكدة في غير رمضان، وهو أشد تأكيداً في رمضان، وهو صلاة
التراويح التي يصليها الناس في المساجد، فينبغي الحرص عليها وإتمامها كاملة
مع الإمام، فقد قال النبي : « من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة
» رواه أهل السنن وقال الترمذي:حديث صحيح.
6 - الصدقة:
الصدقة في رمضان لها مزية وفضيلة عن غيره من الشهور، وقد كان النبي إذا
دخل رمضان أجود بالخير من الريح المرسلة، فاحرص على التصدُّق في هذا الشهر
والجود بما عندك.
7 - تفطير الصائمين:
واحرص كذلك على تفطير الصائمين، وإطعام الفقراء والمساكين، فقد قال : « من
فطَّر صائماً كان له مثل أجره » [رواه أحمد والترمذي وصححه].
8 - لزوم المساجد:
خير بقاع الأرض المساجد، فاحرص على صلاة الجماعة في المساجد، وانتظار
الصلاة بعد الصلاة، ولا تدع شيئاً من النوافل، فإنها تسدُّ خلل الفرائض،
وتوجب محبة الله تعالى؛ قال تعالى في الحديث القدسي: « ولا يزال عبدي يتقرب
إليَّ بالنوافل حتى أحبه » [رواه البخاري].
9 - العمرة في رمضان:
للعمرة في رمضان فضل كبير، فقد فقال النبي : « عمرة في رمضان تعدل حجة - أو قال حجة معي » [رواه البخاري].
10 - العشر الأواخر:
احرص - أخي الشاب - على أن يكون اجتهادك في العشر الأواخر أكثر من اجتهادك
فيما قبلها، فقد « كان النبي إذا دخل العشر أيقظ أهله، وأحيا ليله، وجدَّ
وشدَّ المئزر » [متفق عليه].
11 - ليلة القدر:
تحرَّ ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، وبخاصة في ليالي الوتر منها،
فأحي الليالي بالعبادة من صلاة وقيام وقراءة قرأن وذكر ودعاء وغير ذلك من
الطاعات، فإن ثواب العبادة في هذه الليلة أفضل من ثواب العبادة في ألف شهر
ليس فيها ليلة القدر.
12 - غضُّ البصر:
غضُّ البصر عبادة قلّ العمل بها، فلم لا تحيي هذه الفريضة العظيمة.
13 - الذكر:
كن ذاكراً لله على كل حال، فقد فاز الذاكرون بخيري الدنيا والآخرة.
14 - الدعاء:
الدعاء هو العبادة، وهو دليلٌ على افتقار العبد إلى ربِّه وضرورته إليه في
كل حال، وقد سماه الله تعالى عبادة في قوله: { وَقَالَ رَبُّكُمْ
ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ
عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } [غافر:60]. فأين أنت -
أخي الشاب - من عبادة الدعاء؟
15 - الاعتكاف:
وهو لزوم المسجد والانفراد لطاعة الله، فلا تضيَّع أيام اعتكافك وساعاته
في اللغو والكلام في سفاسف الأمور، فيكون الذي لم يعتكف أفضل منك !!
16 - الطعام والشراب:
إياك وكثرة الطعام أو الشراب فإنها تؤدي إلى التراخي والفتور والتكاسل عن العبادة.
17 - منكرات يجب اجتنابها:
- إقلاعك عن التدخين في نهار رمضان دليل على قوة عزيمتك، فلم لا تمتنع عنه بالكلية في الليل والنهار؟!
- إياك وسماع الغناء، فإنه يفسد القلب، وينبت فيه الرعونة وقلة الغيرة.
- اجعل من شهر رمضان فرصة للتخلص من أسرِ مشاهدة المسلسلات والأفلام والمسابقات والبرامج التافهة.
- إياك وكثرة المزاح والضحك، فإنهما يورثان قسوة القلب والغفلة عن ذكر الله.
- لا تصاحب الأشرار الفارغين، فإنك إن صاحبتهم كنت مثلهم.
- شرُّ بقاع الأرض الأسواق، فإياك والتواجد فيها لغير حاجة.
- الخلوة والاختلاط بالنساء الأجنبيات من أكبر أسباب الشرور والفساد والعقوبات العامة؛ فاحذر من ذلك.
- إياك ومنكرات اللسان، فإنها تُضعف ثواب الصيام جداً، قال : « من لم يدع
قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه » [رواه
البخاري].
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.