لم أتعجب
على الإطلاق وأنا استمع إلى مخاوف الناس والتحذيرات المستمرة من تسرب لحوم
الخنازير المذبوحة (ليتهم اعدموها) الى معدة المواطن المصري .
المشكلة
أن عندي قناعة بأن لحوم الخنازير قد تسربت إلى بطون المصريين منذ عدة سنوات ليست
بالقليلة، بل إنهم قد استمرأوا طعمها، وشاهدي في ذلك ما سأرويه لكم من وقائع
وأحداث أخبرني بها أساتذتي في كلية الزراعة بجامعة القاهرة، حيث درست علوم الأغذية
وتخصصت في الصناعات الغذائية في السنة الرابعة، لأترك المجال فيما بعد إلى عالم
الصحافة الذي مازلت أعمل به منذ 10 سنوات أو أكثر بقليل .
من هذه
الروايات ما قصه علينا أحد الأساتذة (وأغلبهم مستشارون علميون لعدد من شركات
الأغذية بمصر) عن مصير زيت القلي المستخدم في المصانع .. هل تعلمون أين يذهب؟ يباع
اللتر منه بخمسين قرشا لمحلات الفول والطعمية في مصر، فبدلاً من أن تتخلص منه
الشركات بدون مقابل أو حتى بمقابل (كبر أو صغر حجمه) فإنها تستفيد منه حتى آخر
قطرة، وبالطبع لا تتورع مطاعم الفول والطعمية عن استخدام هذا الزيت المنتهي
الصلاحية والغير موافق للمعايير الصحية أو الصناعية .. ولا حتى الانسانية والله ..
ويكفي أن تنظر إلى لونه ليصل إليك ما أقصد.
مثال آخر
رواه لنا أحد أصدقائنا ممن عملوا بأحد شركات تصنيع اللحوم، فيقول صديقنا إن أواني
خلط وفرم اللحم المعد لتصنيعه في صورة لانشون لا يتم غسلها إلا إذا تصاعدت منها
الروائح الكريهة، بل الأسوأ هو أنه ومن معه كانوا يستمعون صباحا إلى أصوات تشبه
الصفير تتوقف بعد فترة .. عرف فيما بعد أنها أصوات الفئران التي تتسرب إلى الأوعية
ليلاً لتأكل بقايا اللحم لتضاف في الصباح إلى خلطة اللانشون حيث تسحق مع ما يفترض
أنه لحم .. ليأكل المستهلك وأولاده في الصباح ساندوتش .. لانشون بالفئران .
مثال آخر
اعتقد أننا تابعناه جميعاً حول شحنة اللحم المستورد والتي صدر أمر بإعدامها قبل
دخولها الأسواق لعدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، وبالفعل تم إعدامها .. على الورق
.. حيث فوجئت إحدى لجان التفتيش بخلو الثلاجات من هذا اللحم واكتشاف واقعة تزوير
الأوراق التي تؤكد إعدام اللحم .. والأمر لا يحتاج الى ذكاء لمعرفة أين ذهبت أطنان
اللحم!
وطالعتنا
الصحف منذ عدة أيام بخبر المحاسب الذي كان يجمع الدجاج النافق من المزارع بطريق
القاهرة - الاسماعيلية داخل مخزن بالمقطم ليتم تجهيزه وبيعه بالقاهرة على أنه دجاج
مجمد، كما تابعنا جميعا كارثة محلات العصير بإحدى المحافظات والتي كان العاملون
بها يقومون بتجميع أوعية الغسيل الكلوي من إحدى المستشفيات ليقوموا بتعبئة العصائر
المختلفة بها ، توفيرا للنفقات وشراء عبوات جديدة ونظيفة.. وأبو بلاش .. كتر منه!
كما قرأنا
في الدستور منذ عدة أيام خبراً عن نجاح الأجهزة البيطرية في ضبط 5 أطنان من لحوم
الخنازير قبل بيعها لمحلات الكباب والكفتة والحواوشي في الغربية وكفر الشيخ ..
وبمناسبة الحواوشي روى لنا أحد أصدقائنا البيطريين قصة طريفة حول كيفية تصنيعه،
حيث يتم تجميع ما تبقى من الذبيحه بعد ذبحها في السلخانة (إن هي ذبحت هناك من
الأصل) ليتم غسله ثم فرمه مع كميات هائلة من المواد الحريفة والخضراوات .. وأشار
زميلنا الفاضل إلى ضرورة أكل هذا المخلوط الجهنمي (والذي لا يوجد به رائحة اللحم)
وهو ساخن لأنه لو برد فلن تطيق لا شكله ولا رائحته .
وبالقطع
تابعنا جميعا فضيحة الجزار الذي كان يذبح الحمير النافقة ، وآخر كان يذبح الكلاب
ويبيعها للمواطنين .. وآخر يبيع كيلو اللحم المفروم بعدة جنيهات .. وربما لاحظ
البعض اختفاء القطط والكلاب في المنطقة المحيطة بهذا النوع من الجزارين .. صفة
ومهنة!.
فهل لديك
شك في أن لحم الخنازير قد وصل إليك بصورة أو بأخرى؟
وخلاصة
القول يا أصدقائي .. إن المشكلة ليست فقط في تقصير الحكومة في الضرب على يد
المخالف أو فضح مثل هذه المصانع المخالفة أو حتى فساد من يقوم بالرقابة، وإنما
المشكلة في شعب لا يفكر في طبيعة ما يملأ به جوفه .. حتى ولو اشترى كيلو الكفته من
محل الكباب والكفتة إياه بـ6 جنيه للكيلو .
المشكلة
أننا نأكل معلبات لا ننظر الى مكوناتها ولا إلى تاريخ صلاحيتها، ونشتري ونأكل ما
قد رخص ثمنه، بل إن الثمن قد يظل كما هو وقد يبيع التاجر لك بضاعته بالسعر نفسه
حتى لا يخسر، فأنت آخر ما يفكر فيه والمهم ما سيدخل جيبه من مال دون أن يؤنبه
ضميره على ما فعل، ليعود إلى منزله في نهاية اليوم وينفق على بيته وأهله بل ويأكل
هو نفسه من حرام !.
مشكلتنا
كمصريين هي أن صحتنا آخر ما نفكر فيه ونهتم به .. لا نفكر في ذلك ونحن نقف على
عربات الكبدة والسجق (وهي أشياء لا يأكلها أحد في العالم غيرنا) ولا نسأل البائع
عن مصدرها ولا نسأل لماذا هي رخيصة الثمن إلى هذا الحد .
أذكر أن
أحد أساتذتي قص علي واقعة حدثت له حين كان يدرس في انجلترا لنيل درجة الدكتوراة،
وكان عمله هو البحث عن بعض متبقيات المواد الضارة في أحشاء الدجاج - ومنها الكبد
والقوانص طبعا باعتبارها أكله شهية للمصريين - فذهب إلى مكان ما يتم فيه الذبح
والتنظيف، وطلب شراء عدة كيلوجرامات من هذه الأشياء ليجد الرجل الذي يعمل في
المجزر يكاد يضحك وهو يشير إلى حاوية ضخمة: خذها كلها إن استطعت .. هل تريد أن
أدفع لك ثمن نقلها أيضاً!
أعلم أن
العديد من القراء سيقولون إن الأمر يعود إلى الفقر الذي يعاني منه قرابة نصف الشعب
المصري، وأننا نبحث عن الأرخص لنسد به رمقنا، وأن الصحة في كل الأحوال متدهورة
بسبب الماء الملوث والهواء الملوث وغيرهما .. ولكني أؤكد أن المشكلة فينا نحن كمصريين
..بسلبيتنا وتهاوننا في حق أنفسنا
أذكر أني
كنت في إحدى المرات اشتري خبزاً، ووجدت الرجل الذي يقوم على وضع الخبز في الفرن
يضع سيجارة في فمه، يدخنها بكل بساطة وهو في ذلك على مرأى ومسمع من طوابير
المشتاقين الى رغيف ساخن .. فصحت فيه مستنكراً ما يفعل، فبهت الرجل وأطفأ السيجارة
دون كلمة لأجد صياح المواطنين من حولي يستنكرون ما فعل الرجل (والحمد لله أنهم لم
يقتلونني ضربا على تعطيلي لمهمة الرجل المقدسة) وكأنهم قد تنبهوا الى ما يفعله
ساعة ان تحدثت فقط!
أرجوكم ..
أنتم أغلى ما في هذا الوطن .. أرجوكم لا تتهاونوا في صحتكم (أو ما تبقى منها على
الأقل) .. أرجوكم اهتموا بما تتناولون وتطعمون أطفالكم .. دققوا في تاريخ الصلاحية
.. دققوا في المكونات .. تساءلوا عن مدى مصداقية المنتج للسلعة .. إذا واجهتم أي
موقف في هذا السياق لا تترددوا في الاتصال بجهاز حماية المستهلك (واحدة من الجهات
التي تعطينا الأمل في غد أفضل لمصر) .. ارجوكم .. كفانا سلبية
وأخيرا ..
هذه رسالة وردت إلى منذ فترة طويلة من أحد الأصدقاء عدد فيها صور الغش التي يعاني
منها المواطن المصري يوميا بسبب سلبيته واستهتاره بصحته:
- عصير
المانجو في أغلب محلات العصير .. 70% منه قرع عسلي ليعطي ملمس المانجو وقليل من
العصير الحقيقي .. لزوم النكهة!
-
اللانشون والبسطرمة.. عشرات الدراسات تؤكد يومياً أنها مكونة من فول الصويا أو
بقايا اللحم المخلوط بكية هائلة من مواد النكهة كالثوم والحلبة
- عندما
تغلق وزارة الصحة أو مباحث التموين أو غيرها من الجهات أحد المصانع المخالفة ينتهي
الأمر بصاحب هذا المصنع إلى غرامة بـ 10 الاف جنيه أو حبس سنة وغالبا ما يدفع
الغرامة ليخرج يواصل عمله في مكان جديد
- مؤخراً
تم اكتشاف أحد مصانع ألعاب الأطفال تقوم بحشو الألعاب بالقطن المستخدم في
المستشفيات .. رغم أن هذه المخلفات الخطرة لها قمائن يتم فيها إعدامها .. فكيف
تسربت إلى هؤلاء؟
- جامعو
القمامة يقومون ببيع الحقن وغيرها الى أشخاص يقومون بغسل هذه الأدوات وإعادة
تعبئتها وتغليفها وإعادة بيعها بالأسواق
- الحلاوة
الطحينية .. يضاف إليها مادة أكسيد التيتانيوم لتعطيها لونا فاتحا، بل إن البعض
يقومون بإضافة الدقيق والمواد المالئة إلى السمسم .. ومين هو المواطن دا اللى
يستاهل نعمل له حلاوة مصدرها السمسم 100%؟
- سمك
المزارع السمكية.. يتم إطعامه الدم المجمد ومخلفات عمليات الذبح لينمو بسرعة
- الجبنة
الرومي القديمة.. لا قديمة ولا يحزنون .. فهل سيصبر المنتج على قرص الجبن 3 أشهر
حتى يتم تعتيقه لسيادتك ؟ يضاف إليها هيدروكلوريد اسيد تركيز 30 %.. أي 10 لترات
لكل طن لبن وتعتق في مكان مظلم مغلق تمامأ لعدة ايام فقط .. وتذوق أفضل جبن معتق
.. بيسلع!
- الأكياس
البلاستيك السوداء .. مصدرها مخلفات المستشفيات والمراكز الطبية (حقن - سرنجات -
كانيولا - فلاتر - اكياس دم مستعمله - قساطر بوليه مستعمله..)
- بعض
عبوات المياه المعدنية .. ليست مياه معدنية !! بل إن جهاز حماية المستهلك كشف في
إحدى القضايا عن أن شركة ما كانت تقوم بتعبئة العبوات من مياه الصنبور وتضيف إليه
بعض المركبات، وشركة أخرى تقوم بتجميع بخار الماء الناتج عن إحدى العمليات
التصنيعية لتكثفه وتعبئه في زجاجات على أنه مياه معدنيه .. حاجة ببلاش كدا وفلوس
من الهوا!
خليك
إيجابي .. لو واجهت أي مشكلة في أي سلعة غذائية او غير غذائية .. احتفظ بالمنتج
وبلغ فوراً