الثقافة الغذائية هي العلاج..

يعتبر الاهتمام بسلامة وصحة الغذاء أمراً حيوياً لارتباطه بالصحة العامة
للإنسان بشكل مباشر فالغذاء السليم سبب للصحة والسعادة وفي فساده وتلوثه
وسوء مكوناته تحدث الأمراض فالكثير من الأمراض لها ارتباط وثيق بالغذاء
(مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان والسكري والسمنة والأمراض
النفسية كالاكتئاب وغيرها من الأمراض الأخرى)هذا بالإضافة للأخطار
الميكروبية التي قد تحملها المواد الغذائية غير النظيفة ناهيك عن إدخال
المواد الحافظة والملونات والمنكهات وغيرها من المواد الكيميائية إلى
الأغذية المصنعة والمحفوظة والتي تثبت الدراسات يوماً بعد يوم ما يترتب
على الإكثار من استخدامها والاعتماد عليها من أضرار صحية خطيرة يتمثل
أخطرها في مرض السرطان حيث ازداد القلق العالمي بخصوص السرطان في الآونة
الأخيرة إذ تظهر الأرقام الإحصائية إلى احتمال ارتفاع عدد المصابين بمرض
السرطان من 20 مليون شخص كان في عام 2003 إلى 30 مليون شخص عام 2020،
وأكثر من 60% من هذه الحالات سوف تحدث في البلدان النامية، فمن إجمالي عدد
الوفيات 58 مليون شخص عام 2005 مات منهم 7.6 مليون شخص ( 13% ) مصابين
بمرض السرطان ومنهم 70% من الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، وهي في
تزايد مستمر حيث يتوقع أن يصل العدد إلى 9 مليون شخص يموتون بسبب السرطان
عام 2015م وإلى 11.4 مليون عام 2030م.
إن المدنية والتطور أبعدا الإنسان عن فطرته وتلقائيته في المأكل والمشرب
وجنحا به نحو التكلف والمباهاة وتحويل الطعام من حاجة للحياة إلى نوع من
الترف والتقليد الأعمى كمستهلكين، وإلى سلعة تجارية لا يحترم فيها أي
قواعد أو تشريعات بهدف كسب المال كمنتجين، الأمر الذي أخل بصحة الإنسان
وجعله عرضة للإصابة بأمراض خطيرة
من ذلك يتبين أن الوعي الغذائي أصبح أمرا مطلوباً يجب أن يعرفه الصغر
والكبير، لأن الغذاء الصحي والمتكامل هو مصدر الصحة والسلامة في المجتمع
لذا يجب الالتفات إلى الحقيقتين التاليتين:
• ضرورة إحياء العادات والوجبات الغذائية المحلية (وبخاصة مائدة المنزل)
والعمل على المحافظة على الجيد والمفيد منها، والتخلص من العادات
والأساليب التي فيها كثير من التبذير والاتفات إلى الخطورة في استهلاك
الأغذية التي هناك علامات استفهام عالمية على طبيعة محتواها وعلى القيمة
الغذائية التي تحويها، وبعبارة أخرى ضرورة محو أمية المجتمع الغذائية، من
خلال تثقيف أفراده بطبيعة الغذاء المفيد والضار وأثر كل منهما على صحته
وحياته الجسدية والنفسية وحتى الاجتماعية.
• الالتفات إلى الأساليب الغذائية المستجدة والتي يمكن أن نذكر منها
انتشار مطاعم الوجبات السريعة والتيك أوي، والتي باتت خطر يتهدد مجتمعاتنا
وصحة أفرادها حيث تقدم الدراسات يوم بعد يوم براهين على الضرر الذي تسببه
مثل هذه الأطعمة ولا أقول الأغذية لأنها حقيقة لا تغذية فيها وإنما طعم
خادع بمساحيق تجميل يخفي خلفه وجه حقيقة بشعة من الضرر الصحي.
م. ايمن الرفاعي
مدونة الصة الغذائية